قصة أهل الكهف في الكتب المحرّفة
في الأزمنة القديمة كان يوجد حاكم لشعبٍ يعبدون الأصنام وفي إحدى الأيام خرج الملك لزيارة المعبد الذي تقام به الأصنام واجتمع الناس على طول الطريق لرؤية الملك وتحييه، وكلما مرّ بجماعةٍ سجدوا على الأرض احتراماً له، وكان يرافق الملك مجموعةً من الفتية وعند دخول الملك إلى المعبد سجد ومن معه لهذه الأصنام إلا شاب واحد لم يسجد فلاحظه أصحابه ولم ينتبه الملك له.
خرج الملك من المعبد عائداً إلى قصره فجاء الفتيان لزميلهم وقالوا له بأنّه لم يسجد للصنم الذي سجد له الملك فقال لهم تعالوا إلى بيتي فتبعوه إلى بيته وأعادوا عليه طرح السؤال نفسه فقال لهم: إنّي فكرت في هذا الإله الذي تعبدونه فوجدته لا يسمع، ولا يرى، ولا ينفع، ولا يضر، فقلت لنفسي: هذا ليس بالإله ولا يستحق إن أسجد له، فردّ عليه أحدهم: أكفرت بآلهتنا؟، فقال له الشاب: بل كفرتُ بهذه الحجارة، وتفكّرت في خلق السموات والأرض والشمس والقمر فاهتديت إلى أنّ الذي خلق كل هذه الأشياء لا بدّ أن يكون ذا قوةٍ عظيمةٍ لا نراها، فسكت الفتيان واقتنعوا بأنّه لا بدّ من وجود قوةٍ عظيمةٍ خلقت الكون فآمنوا جميعاً، وباتوا يجتمعون كلّ ليلةٍ في بيت أحدهم يصلّون ويعبدون الله.
ذات ليلةٍ دخل عليهم أحد أعوان الملك فرآهم وهم يصلون فذهب إلى الملك وأخبره بما يصنعون، غضب الملك وطلب إحضارهم إليه ليعذبهم، وركب الفتية خيولهم وهربوا من البلدة خوفاً من بطش هذا الملك حتى وصلوا إلى كهفٍ في سفح جبل فدخلوه ليناموا فيه حتى الصباح ووصل رجال الملك إلى الكهف إلا أنهّم لم يستطيعوا دخوله فأمر الملك بإغلاق بابه والفتية بداخله، إلا أنّهم ناموا بقدرة الله عز وجل.
عندما اسيقظوا من نومهم كانوا يشعرون بالجوع فأرسلوا أحدهم إلى السوق ليشتري لهم طعاماً وشراباً، فخرج هذا الشاب وقد رأى طرق ووسائل غير التي يعرفها وأن كثيراً من المعالم الطبيعيّة غير موجودة فوصل عند خبازٍ وأعطاه قطعة النقود فتعجب الخباز من هذه النقود وسلّم الشاب للشرطي الذي أخذه إلى الملك، وعند دخول الشاب وجد ملكاً غير الملك الذي يعرفه، فسأله الملك عن قصته فأخبره بأنّه وأصحابه هربوا من الملك الفلاني بالأمس، فردّ عليه الملك بأن هذا الملك الذي تدّعي قد مات قبل ثلاثمائة عام، فعرف الفتى بأنّه وأصحابه ناموا في الكهف ثلاثمائة عام.
موقع كهف أهل الكهف
يرجح أنّ الكهف في منطقة الرقيم بالقرب من عمان عاصمة الأردن، حيث إنّ مواصفات الكهف أو موقعه ربما لا تضيف عبرة للقصة، ومواصفاته في القرآن لا تزيد عن طريقة دخول الشمس وخرجها منه، حيث تتشابه معه عدة كهوف في مناطق مختلفة في العالم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من التفاصيل التي ذكرت في المقال حول القصة لم ترد في القرآن الكريم كونها لا تضيف عبرة فالقرآن كلام موجز وحكيم، لذا فالساعي إلى الحكمة عليه أن يقتصر على قراءة سورة الكهف ومحاولة فهمها من منبعها الصافي الأساس الصحيح المحفوظ من التحريف والتبديل.