الدعوة إلى الإسلام
يعيش كثيرٌ من المسلمين بين ظهراني الغرب دون أن يحملوا همّ الدعوة إلى دين الله تعالى، وترى بعضهم ربما اندمج مع تلك المجتمعات وضاعت ثقافته الإسلامية بينها واندثرت؛ فتربّى أبناؤه بعيداً عن الدين، وبدلاً من أن يكون ممثلاً للمسلمين في الغرب وسفيراً للإسلام، تراه يمثّل صورةً سيئةً للمسلم بارتكابه المعاصي والآثام، وبعده عن روح الإسلام السمحة التي تحمل كلّ معاني المحبة والألفة والتراحم والتسامح؛ فالقدوة الحسنة والتمثيل الصحيح للدين في واقع حياة المسلم أهمّ وسيلة للدعوة إلى الإسلام؛ فغير المسلم حينما يرى المسلم يطبّق شرع الله في حياته وتعاملاته يدرك عظمة هذا الدين، وبالتالي ينشرح صدره للدخول فيه.
وسائل الدعوة إلى الإسلام
هناك وسائل عديدة للدعوة إلى الإسلام غير القدوة الحسنة نذكر منها:
- الرسائل الدعوية والمطويات، فكثير ما تتطوّع بعض المراكز الإسلاميّة والدعويّة في الداخل والخارج، وتنبري للقيام بمهمة الدعوة إلى الإسلام، من خلال طباعة رسائل دعوية موجزة تبيّن رسالة الإسلام لمن لا يعرفها، وقد تترجم تلك الرسائل إلى لغات كثيرة، وإنّ هذه الوسيلة هي من الوسائل الناجعة في الدعوة إلى الإسلام نظرا لسهولة توصيلها للناس.
- الدعوة إلى الإسلام؛ من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) التي أتاحت فرصاً كبيرةً للداعين إلى دين الله تعالى، من خلال توفير الصفحات والمواقع التي يمكن من خلالها بيان رسالة الإسلام الصحيحة ودعوة غير المسلمين لها، كما تكون فرصةً لإزالة الشبهات عن هذا الدين، وتجلية الحقائق لمن يلتبس عليه أمرٌ من أمور الشريعة الإسلامية .
- الدعوة إلى الإسلام؛ من خلال نشر الأشرطة المسموعة والمرئية؛ فهناك الكثير من الدعاة المسلمين الذين يقومون بتسجيل أشرطة دعويّة تتضمن محاضرات تبين رسالة الإسلام وأحكامه، ولا شكّ بأن هذه الوسيلة كذلك من أقوى الوسائل نظراً لوضوحها؛ فليس الخبر كما يقولون كالمعاينة، وربّما كان إهداء المسلم لغيره شريطاً مرئياً يبيّن رسالة الإسلام طريقاً لهدايته لدخول هذا الدين العظيم.
- الدعوة المباشرة إلى الإسلام؛ من خلال الخطب المباشرة في جموع الناس، والتواصل الفردي معهم، ولا شكّ أنّ هذه الوسيلة لا يمتلك أدواتها إلا من حباهم الله تعالى بموهبة الخطابة، والبلاغة، والقدرة على التأثير ونتائج في الناس من خلال الكلمة والموعظة الحسنة.
وأخير ينبغي على الداعي إلى الإسلام أن يحرص على أن يكون عالماً بأمور الشريعة؛ فلا ينبغي أن يتصدّى الجاهل لتلك المهمة؛ لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال، ولأن العلم كذلك يعطي الداعي قوّةً في دعوته، وبصيرةً، ويوسّع آفاقه في الدعوة.