جدول المحتويات
تكريم الله للإنسان
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "، سبحانه وحده الخالق، البارئ المصوّر، الذي خلق بني آدم وكرمهم، فقد خلق الله سبحانه وتعالى جميع الخلق، وخلق الإنسان، وخصه عن سائر المخلوقات بالتكريم، ومنحه الكثير من الامتيازات، وسخّر له ما هى اسباب الحياة، ليتمتّع بكل تعرف ما هو في الأرض، بما يُرضي الله، وأعدّ له الجزاء العادل في الآخرة، وقد خصّ الله تعالى الإنسان بالتكريم بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه وانتماءاته، وهذا من عظيم عدل الله سبحانه وتعالى .
صور تكريم الله للإنسان
- خصّ الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات بأن خلقه بيديه العظيمتين، ونفخ فيه من روحه.
- خلقه في أحسن تقويم، وأحسن صورة، وأتمّ خلقه كاملاً، في أحسن هيئة، وجعله منتصب القامة، يمشي على قدمين، ويأكل بيدين.
- ميزه عن سائر المخلوقات بالعقل والفهم، والقدرة على الاستيعاب والتواصل والتخاطب، ومنحه القدرة على النطق والكلام .
- أنعم عليه بنعمٍ ظاهرةٍ وباطنةٍ، لا تعد ولا تحصى، في نفسه وخلقته والأشياء من حوله .
- سخّر له جميع المخلوقات في الأرض، وفي السماء، من حيوانات وطيور ونباتات وبحار وجبال وشمس وقمر ونجوم وغيوم وأمطار وأنهار ووديان، وخيرات الأرض جميعها .
- منحه الفطرة السليمة، وهداه ليميّز طريق الخير من الشر، ومنحه حرية الاختيار بعد أن منحه سبل الهداية .
- جعله خليفةً في الأرض، دون سائر المخلوقات، وأوكل إليه مهمة إعمار الأرض وبنائها والاستفادة من خيراتها وقيادة مخلوقاتها وتسخيرها له ليستفيد منها.
- أمر الملائكة أن تسجد له، فسجدت، وهيأ له السيادة في الكون، وانتقاه من بين مخلوقات السماء والأرض جميعاً، لتكون له أرفع مقامة بين جميع خلق الله سبحانه وتعالى، وجعل جميع بني آدم أمام الله سواء، وتحت حكمه العادل، مهما اختلفت الصفات والألوان والأجناس والأعراق.
- أرسل إليه الرسل، وأمرهم بتبليغه الرسالات الإلهية، وإرشاده لطريق الحق والخير والصلاح، كي يمشي بطريق الحق والهداية، وخلق الجنة والنار، جزاءً عادلاً على ما يقوم به البشر من خيرٍ أو شر، ولم يترك حياة البشر دون تنظيم، ولم يسمح بطغيان أحدٍ على آخر، فلكلٍ جزاؤه العادل، وثوابه الذي يستحق، وعقابه على ما فعل .
- منحه قوىً كثيرة، ظاهرةً وباطنةً، كي يستطيع أن يحيا بالدنيا وينعم بها، وبالمخلوقات الأخرى .
- منحه السمع والبصر والفؤاد، وجعله مسؤولاً عنها جميعاً، وأعطاه جميع الحواس كاملةً غير ناقصة .
- حرّره من العبودية، وجعله حراً، وجعل عبوديته له وحده سبحانه وتعالى، ولم يجعله عبداً لأي مخلوق لا في السماء ولا في الأرض .