فرحات عباس
هو السياسي الجزائري فرحات عباس مكي، وهو من روّاد الزعامة الوطنية، ويعود له الفضل بتأسيس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وينضم لعضوية جبهة التحرير الوطني، وهو رئيس الحكومة الجزائرية الأول في الفترة ما بين 1958 وحتى عام 1961م، تولى رئاسة الجهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بعد أن حصلت البلاد على استقلالها.
نشأة فرحات عباس
ولد فرحات عباس في الرابع والعشرين من شهر أغسطس عام 1899م وترعرع في دوار الشحنة في منطقة بني عافر، وتعتبر هذه المنطقة من المناطق الفقيرة، وعاش في كنف أسرة ذات عدد كبير يصل إلى اثني عشر فرداً، وتمتاز أسرته بالتماسك والمحافظة، وتنحدر أصوله من أوساط فلاحية ذات حال مادي متوسط.
التحق فرحات عباس في المدرسة الابتدائية في مسقط رأسه وانتقل بعدها إلى المدرسة الثانوية في مدينة سكيكدة، والتحق في الفترة ما بين عام 1921 و1923 م بالخدمة العسكرية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة عام 1931م، وبعد عام قام بفتح صيدلية خاصة به في مدينة سطيف.
استطاع بفضل نشاطه أن يترأس جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين في بلاده خلال دراسته، وتمكن من إصدار مقالات صحفية خاصة به وجمعها بكتيب تحت عنوان الشاب الجزائري، قدم من خلالها أفكاره الإصلاحية والتجديدية، وكانت ثقافة فرحات عباس تقتصر على الفرنسية، ولم يتحدث باللغة الأم طيلة حياته.
عمل فرحات عباس السياسي
امتدت حياة الزعيم الوطني فرحات عباس السياسية لمدة تفوق الثلاثين عاماً، واشتهر بانفتاحه السياسي والفكري، وتمكن خلال هذه الفترة الطويلة من الانخراط بفكرة الاستقلالية والتحول من الإصلاحية إلى الثورية.
من الجدير بالذكر أنه قام بنشر مقالته الشهيرة "فرنسا هي أنا" في جريدة الوفاق الفرنسية، وكان ذلك في عام 1936م، وكشفت هذه المقال عن مدى تمجيده لفرنسا ودعوته للانخراط بها والاندماج معها، وكان ينكر تماماً وجود الجزائر، وانضم فيما بعد إلى فيدرالية النواب المسلمين الجزائريين والتي تسعى إلى تحويل الجزائر إلى مقاطعة فرنسية، وإنكار هويتها العربية الجزائرية.
كان ضمن المجموعة المرحبة بقوات التحالف، وكان ذلك في العشرين من شهر نوفمبر عام 1943م، وطالب بالإصلاحات الفرنسية الجذرية على أوضاع الشعب الجزائرية ودعوته للتدخل المباشر في صياغة الدستور الجزائري.
وفاة فرحات عباس
انتقل الزعيم السياسي إلى جوار ربه في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1985م في الجزائر، وكان يناهز من العمر ستة وثمانين عاماً. ترك فرحات عباس خلفه إرثاً ثقافياً باللغة الفرنسية من بينها "الشاب الجزائري" والصادر في عام 1930م، وكتاب "أتهم أوروبا" الصادر في عام 1944م، و"الحرب والثورة ليل الاستعمار" الصادر في باريس عام 1962م.