عظماء من تحت الصّفر
إنّ ما نواكبه من تطوّرات وغلاء للمعيشة في وقتنا الحاضر قد يُصوِّر للبعض أن النَجاح والثروة لا يأتيان إلاّ بالمال؛ حيث صوّرت لنا الأفلام والمسلسلات نماذج لهذه الأمور، والّتي تُعطي انطباعاً بأنّ المال لا يأتي بالطّرق المشروعة، وأنّ السبيل الوحيد للنّجاح، والثروة، والشهرة، هو سلوك الطّريق الخطأ، أو أن يولد الشخص لأسرة ثرية ،ولكن هذا بالطبع ليس أمراً صحيحاً. فالنجاح يأتي بالعزيمة، والإصرار. والفقر هو أكبر حافز للشخص النّاجح حتى يصل إلى ما يصبو إليه. وفي هذا المقال سنعرض عدّة شخصيّات بدأت حياتها من الصّفر وأصبحت من مشاهير التاريخ.
الكولونيل ساندرز
لم يحصل الكولونيل ساندرز على لقب كولونيل بسبب وظيفته في المجال العسكريّ، بل هو كولونيل في وصفته السريّة التي جعلت من سلسلة مطاعم كنتاكي أشهر مكاناً لبيع الدجاج المقليّ. إنّه سنادرز الرّجل الذي تولّى مسؤوليّة أخويه الصّغيرين وهو في عمر الست سنوات، فقد توفّي والده واضطرت والدته للعمل خارج المنزل كي تعول أطفالها، وقد اعتاد على طهي الطّعام لإخوته حتى أصبح يُتقن عمل الدجاج المقليّ. وعند بلوغه سنّ الأربعين أصبح قادراً على جذب الزبائن من مختلف أنحاء ولاية كنتاكي ليتذوّقوا طعم الدجاج المميز، والذي اعتمد فيه على خلط 11 نوع من التوابل بطريقة سريّة تم بيعها فيما بعد لأصحاب شركات استثمارية والتي تُدير سلسلة مطاعم كنتاكي حتى يومنا هذا، وقد وصل إلى قمّة الشهرة في عمر 77 ، وتوفي فيما بعد عن عمر يناهز تسعين عاماّ بمرض اللوكيميا، أو ما يعرف بسرطان الدم.
عباس محمود العقاد
يعتبر عبّاس محمود العقّاد من أشهر روّاد الأدب العربي، وقد كان يُدافع عن الإسلام في معظم كتاباته. نشأ في أسوان بمصر ولم تتمكن أسرته الفقيرة من جعله يستكمل تعليمه خارج أسوان، وعلى الرغم من هذا فقد كان شديد الذكاء ولم يُثنه فقره عن التأليف والكتابة، بل إنّه أصبح صاحب ثقافة واسعة جداً، وعلّم نفسه بنفسه، و كان مترجماً ومُطّلعاً على العلوم الغربية وليس العربية فقط، ومن الجدير بالذّكر أنه كان يذهب لأماكن تجمّع السيّاح لتعلم اللّغة الإنجليزيّة حتى أتقنها بشكل ممتاز.
الدكتور إبراهيم الفقي
يُعد الدكتور إبراهي الفقي من أشهر المُحاضرين في مجال التّنمية البشريّة، فقد نشأ الدكتور في قرية في مصر، وحصل على بطولة تنس الطاولة لعدة سنوات، وبعد زواجه قرّر السفر إلى كندا علّه يجد فرصة عمل جيدة، فلم يجد سوى وظيفة غسل الأطباق، وتدرّج بعدها إلى أن أصبح حارساً لأحد الفنادق، وبعد ثماني سنوات أصبح مديراً لفندق في كندا، ثُم تنقل بين عدّة مناصب ليُصبح مديراً عامّاً لعدة فنادق من فئة الخمس نجوم في كندا، وفيما بعد أصبح رئيساً لمجلس إدارة المعهد الأمريكّي للبرمجة اللغوية العصبية، ورئيساً لمجلس إدارة كيوبس العالميّة، بالإضافة إلى تأليفه لعدّة كتب، أشهرها؛ كتاب "نجاح بلا حدود"، وكتاب "المفاتيح العشرة للنجاح".
جان جاك روسو
ولد جان جال روسو لأبٍّ فقير كان يبيع الساعات، ولكنّ روسو عمل جاهداً حتى أصبح واحداً من أهمّ فلاسفة القرن الثامن عشر، ونظرياته كانت سبباً في قيام النهضة الأوروبيّة، فالفقر لم يكن عائقاً أمام أهدافه.