حسن البنا
لم يكن يدور في خلد الإمام حسن البنا أن جماعته الصغيرة التي أسسها في بدايات القرن العشرين ستصبح واحدة من أكبر الجماعات الإسلامية على الإطلاق في الوقت الراهن، فعلى الرغم من التضييق الشديد على الجماعة وسياسات الحظر لها في كثير من البلدان العربية إلا أنها ما تزال تلقي بثقلها على المستوى الشعبي والسياسي، فمن هو المؤسس حسن البنا ؟ وتعرف على ما هى أبرز محطات حياته ؟
نشأة حسن البنا
ولد حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا في قرية المحمودية من أعمال محافظة البحيرة في مصر، وقد نشأ حسن البنا في بيت ريفي يحب العلم والعمل، حيث كان أبوه أحمد مدرساً لعلوم الشريعة، وكانت له مصنفات علمية.
تدرج حسن البنا في سلك التعليم وانخرط فيه مبكراً مبدياً نبوغاً وتفوقاً في كل مراحل دراسته، فقد التحق مبكراً بالكتّاب، وتتلمذ على يد الشيخ محمد زهران الرشادي، كما التحق بالمدرسة الإعدادية بعد ذلك ثم مدرسة المعلمين الأولية بدمنهور، وأخيرا التحق بدار العلوم ليتخرج منها سنة 1927 حاملاً شهادة اللغة العربية والتي عمل مدرساً لها ما يقارب تسعة عشر عاماً.
بعد تقاعده من سلك التعليم الحكومي عمل حسن البنا في الصحافة وأسس جريدة الشهاب عام 1948 ميلادي، وقد كانت حياته حافلة بالدعوة والتعليم، حيث أسس مع أقرانه مبكراً جماعات مثل جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية وجميعة محاربة المنكرات، والتي شكلت بداية لتأسيس جماعة الأخوان المسلمين.
تأسيس جماعة الإخوان المسلمين
أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 ميلادي، وقد كانت فكرة الجماعة تقوم على أساس أن الدين الإسلامي هو منهج حياة كامل يبدأ من الأسرة ثم المجتمع فالحكومة الإسلامية، فالأمة الإسلامية، والخلافة الإسلامية، وقد كانت فكرة جماعة الإخوان المسلمين تقوم على إعادة أمجاد الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها بعد أن جثم الاستعمار عليها طويلاً.
دعم القضية الفلسطينية
لم تحظَ إنجازات جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الشعبي والسياسي بإعجاب النخبة السياسية الحاكمة، كما لم يعجبهم دور الجماعة في دعم قضية فلسطين ضد المخططات الاستعمارية البريطانية لتوطين اليهود فيها، وقد قام حسن البنا بإرسال آلاف المتطوعين للقتال فيها ضمن حملة مناصرة شعبية شملت المظاهرات والوقفات وجمع التبرعات لدعم قضية فلسطين.
بعد هذه الرحلة الطويلة التي قضاها في التنظيم والتخطيط لإنجاح هذه الجماعة وتطويرها، امتدت يد الغدر إلى الإمام حسن البنا لترديه قتيلاً أمام جمعية الشبان المسلمين في منطقة رمسيس في القاهرة سنة 1949 ميلادي.
