وصفي التل
سياسي أردني ورئيس وزراء أردني سابق، ولد عام 1919م، شكل حكومته الأولى سنة 1962م بعد استقالة حكومة بهجت التلهوني، وتولى رئاسة الوزراء في المملكة لثلاث مرات، تقلد وصفي التل العديد من المناصب، وتمّ اغتياله عام 1971م في مدينة القاهرة على أيدي أعضاء ينتمون لمنظمة (أيلول الأسود).
طفولته وتعليمه
ولد وصفي التل في مدينة إربد شمال الأردن عام 1919م، والده الملقب بعرار الشاعر مصطفى وهبي التل، قضى وصفي التل بعضاً من أيام طفولته في شمال العراق، وعاد إلى الأردن بعد بلوغه السادسة من العمر، حيث استمر في التنقل مع والده بسبب المشاكل وعيوب السياسيّة التي تعرض لها والده، بالإضافة لضيق الحال، حيث انتهى الأمر به وبإخوته للعيش في منزل عمه موسى التل لفترةٍ من الزمن.
أنهى وصفي دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانوية عام 1937م، والتحق بعدها بكلية العلوم الطبيعية في الجامعة الأميركيّة في بيروت، تأثر فكريّاً بحركة القوميين العرب التي كانت على خلافٍ مع حركة القوميين السوريين.
بدايات وصفي التل
بعد إنهائه لدراسته عاد وصفي التل إلى الأردن، وتدرّج في العديد من المناصب حيث انضم إلى الجيش البريطاني، وسرح منه بسبب ميوله القوميّة العربيّة، ليقوم بعدها بالالتحاق بجيش الجهاد المقدس الذي كان يقوده فوزي القاوقجي، حيث حارب في فلسطين عام 1948م، واستقر بعدها في مدينة القدس وعمل هناك في المركز العربي، واستلم وظيفة مأمور ضرائب في مأمورية ضريبة الدخل، ومن ثم أصبح موظفاً في مديريّة التوجيه الوطني عام 1955م.
موقفه من حرب حزيران
حرب الأيام الستة وهي الحرب التي اندلعت بين مصر والأردن وسوريا من جهة، ولإسرائيل من جهةٍ أخرى والتي نجم عنها إحتلال إسرائيل للضفة والقطاع والجولان وصحراء سيناء، وأدت إلى وفاة ما يقارب الـ 25000 شخص من الجانب العربي، مقابل 800 شخص من الجانب الإسرائيلي، حيث اتسم موقف وصفي التل برفض المشاركة في تلك الحرب بشكلٍ واضح وصريح مهما كانت الدوفع والمبررات، لأنّ جميع المعطيات في تلك الفترة تؤكد على وقوع الهزيمة، وكانت الكارثة الأكبر من نصيب الجانب الأردني بخسارته للضفة والقدس بعد وقوعها في أيدي إسرائيل.
كان وصفي التل في تلك الفترة رئيساً للديوان الملكي، واتسمت حالته قبل الحرب بيوم بالعصبية والانفعال، وكان يردد باستمرار:":إن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربيّة، وأنّ الهزيمة قادمة وأنّ الكارثة مقبلة على الأردن، ولا سبيل لدفعها إلا بعدم الدخول في الحرب".
اغتياله
نشبت صدامات بين منظمة التحرير الفلسطينيّة والسلطات الأردنيّة في شهر أيلول عام 1970م، فيما يسمى بأيلول الأسود حيث رأت الحكومة في الأردن بأنّ تصرفات بعض الجماعات في المنظمة تشكل تهديداً للحكم الهاشمي في المملكة، وعلى هذا الأساس تمّ إعلان حالة الطواريء وتحرّك الجيش الأردني لوضع حد لوجود تلك المنظمات في الأردن، من هنا اشتد الصراع وتأزم الوضع بين الجانبين.
أثناء زيارة وصفي التل للقاهرة وتحديداً في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 1971م تمّ اغتياله على يد أفراد من منظمة ما يسمى بأيلول الأسود، في ردهة فندق الشيراتون في القاهرة.
يذكر بأن وصفي التل قد جعل من مدينة عمان عاصمةً للنضال الفلسطيني، عن طريق إطلاق اسم عمان هانوي العرب على المدينة، لكن شذوذ بعض المنظمات والتدخلات الإسرائيليّة المستمرة أدّى لاحتداد الصراع بين الطرفين في أيلول الأسود.