رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو الإنسان ذو الخلق القويم الذي يتّبع أوامر الله تعالى وينتهي عن كل شيء نهى الله تعالى عنه، وهو من نزل عليه الوحي في غار حراء حيث أنزل الله تعالى القرآن الكريم عليه، إضافة إلى ذلك فالله تعالى قد وصفه بأن خلقه عظيم فقد قال تعالى: " وإنك لعلى خلق عظيم " ، وأخلاقه هذه كانت مع كل الناس مع الصغير والكبير والقوي والضعيف والإنسان والحيوان والنبات والجماد ، فقد تعامل – صلى الله عليه وسلم – مع جميع الناس بالأخلاق الحسنة والكاملة. بلغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رسالة الله ودينه أحسن تبليغ وأفضله وأفنى حياته دفاعاُ عن هذه الرسالة ونشراً لها، لدرجة كان يصل الليل بالنهار حتى يستطيع تحقيق إرادة الله تعالى في خلقه ، فهذه الرسالة قد نقلت الدنيا من الظلمات إلى النور ومن سيادة الشر والأخلاق السيئة إلى سيادة الخير والأخلاق الحسنة، ومن عبادة الحجارة والأصنام إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، ومن ظلم الناس لبعضهم إلى العدل والرخاء والحياة الهانئة القائمة على التشاركية لتحقيق المصالح والخير للجميع، ومن الجور إلى العدل ومن الفرقة إلى التجميع ومن التمييز العنصري إلى المساواة بين مختلف البشر، وهذا التمييز كان بأشكال متعددة منها التمييز بين الذكر والأنثى فقد كانت الأنثى كائناً محتقراً لا قيمة لها في أغلب الأحوال، كما أنه ألغى التمييز ما بين الأسياد والعبيد فالجميع متساوون مع بعضهم البعض لا يمكن لأي أحد أن يتميز على الإنسان الآخر فالسود ليسوا كائناً حيوانياً بسبب بشرتهم بل هم بشر من بني آدم مثلنا مثلهم وما هذا التلون في البشرة على امتداد الكرة الأرضية إلا بسبب خصائص واختلافات أرادها الله تعالى بين الناس.
لقد استطاع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحقيق نقلة نوعية، ولا نبالغ إن قلنا احسن وأفضل نقلة في تاريخ البشرية، خلال فترة لم تزد عن 23 سنة، فقد أنهى النظام القديم كاملاً وأسس لنظام جديد، قائم على مفاهيم جديدة، ولم يأخذ نشر الإسلام وتوسعه في العديد من مناطق العالم شيئاً فشيئاً إلا القليل من السنوات بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث بلغ الإسلام أوسع مدى له في فترة وجيزة جداً، وذلك في عهد الدولة الأموية. وكل هذا يلزم الإنسان لزماً سواء كان مسلماً، ملحداً أياً يكن ليحب هذا الرسول العظيم، كل ما يلزم الإنسان حتى يدخل حب الرسول قلبه ويعترف بفضله ليس على المسلمين فقط بل على البشرية جمعاء هو أن يزيح الأفكار المغلوطة والسلبية المتداولة عن هذا النبي العظيم وأن يتعرف إلى سيرته من مصادر محايدة، عندها سيكتشف من هو محمد.