السيرة النبوية
السيرة النبويّة هي تناول حياةِ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم من حيث مولدهِ الشريف عليهِ الصلاةُ والسلام، ونسبهُ الشريف، وقصته قبل البعثة وكيفَ كانت حياتهُ قبل الإسلام، وكيف كانت بداية البعثة والرسالة، ودعوتهُ إلى دينِ الله تعالى، وجهادهُ وغزواته في سبيل الله تعالى، وقصّة مرضه وموته عليهِ الصلاةُ والسلام.
اهتمّ عُلماءُ الأمّة الإسلاميّة على تدوين سيرتهِ عليهِ الصلاةُ والسلام، لأنَّ معرفتها ضروريّة للمُسلِم حتّى يقتدي بنبيّهِ عليهِ الصلاةُ والسلام، وفي هذا المقال سنقف على بعض المحطّات من حياةِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام وسيرتهِ الشريفة العطِرة.
أحداث السيرة النبوية الشريفة
مرت السيرة النبوية الشريفة بأحداث عديدة ومهمة وهي كما يلي:
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولِدَ نبيّ الرحمة وخاتمَ الأنبياءِ والمُرسلين على الأرجح في يومِ الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأولّ وذلك في عام الفيل، وهوَ العام الذي ردَّ الله فيه كيدَ أبرهة الأشرم عن الكعبة المُشرّفة، وقد ولِد عليهِ الصلاةُ والسلام يتيماً حيث توفيّ أبوهُ عبدُ الله بينما هوَ جنين في بطن أمّهِ آمنة بنت وهب، ونسبهُ عليهِ الصلاة والسلام يرجع إلى أبينا إسماعيل عليهِ السلام.
هوَ مُحمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضرّ بن نزار بن معد بن عدنان.
عندَ ولادتهِ عليهِ الصلاةُ والسلام أرسلوهُ إلى ديار بني سعد مع مُرضعته حليمة السعديّة، حيث أنزلَ الله على حليمةَ السعديّة وزوجها الخيرَ والبركة، فكثرُ مالهُم وكثرت بركة شياههِم فكانَ عليهِ الصلاةُ والسلام بينهُم حتّى كانت حادثةُ شقّ الصدر، وهي التي جاءهُ فيها الملكان اللذان شقّا صدرهُ وأخرجا منهُ حظّ الشيطان، فخافت عليهِ حليمة السعديّة فأعادتهُ إلى أهله.
توفيت أمّ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام آمنة بنت وهب وهي عائدة إلى مكّة بمنطقة الأبواء بين مكّة والمدينة، فكانَ عليهِ الصلاةُ والسلام بعدَ ذلك في كفالة جدّه عبد المطلّب، ثّمَ كفلهُ عمّهُ أبو طالب بعد وفاة عبد المطلّب، فكانت حياتهُ عليهِ الصلاةُ والسلام في يُتمِ ومشقّة.
البعثة النبويّة الشريفة
تزوّجَ عليهِ الصلاةُ والسلام بخديجة بنت خويلد وهيَ من أشراف نساء مكّة، وكانَ عليهِ الصلاةُ والسلام يُلقّب بالصادق الأمين، وكانَ من عادتهِ عليهِ الصلاةُ والسلام أن يختليَ في غارِ حراء يتعبّدُ الله تعالى، وذاتَ يوم جاءهُ ملكُ الوحي جبريل عليهِ السلام فبلّغهُ بالرسالة وأقرأهُ سورةَ العلق وأوّلها (اقرأ باسم ربّك الذي خلَق).
ما بعد البعثة
بدأت دعوةَ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام إلى دينِ الله تعالى وهوِ الإسلام والتوحيد، فكانت له قُريش بمشركيها بالمرصاد، فصدّوا عن دعوته ولقيَ منهُم شديد الأذى حتّى هاجرَ من مكّة المُكرّمة إلى المدينة المنوّرة ومعهُ صاحبهُ أبو بكر الصديق رضيَ الله عنه.
شاءَ الله أن تكونَ المدينة المنوّرة عاصمة الدولة الإسلاميّة الأولى، حيث انطلقت منها الفُتوحات الإسلاميّة وخاضَ فيها عليهِ الصلاةُ والسلام الحُروب والغزوات مع المُعتدين من كُفّار مكّة وما حولها، حتّى أتاه اليقين عليهِ الصلاةُ والسلام فتوفيَ في يوم الإثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الاوّل للسنة الحادية عشرة للهجرة.