جدول المحتويات
الصلاة
الصلاة هي عماد الدين، وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، ولصلاة الجماعة فضل وأجر كبيران، ولإتمام صلاة الجماعة يجب أن يكون هنا هناك إمام يصلي بالناس، ولاختيار هذا الإمام عدة شروط يجب أن تنطبق عليه، وهي تنقسم إلى مجموعتين سنتحدث عنهما من خلال هذا المقال.
شروط الإمام في الصلاة
شروط متفق عليها
- أن يكون مسلماً، فالكافر لا تصح صلاته وليس فقط إمامته، ولا يقبل منه عمل.
- أن يكون بالغاً، فلا تجوز إمامة الصغير إلا إذا كان مميزاً، وهنا اختلف العلماء على ذلك، فمنهم من أجاز إمامة الصبي المميز، ومنه من لم يجزه.
- أن يرضى عنه الجماعة الذين يؤمهم، فإن كرهه الناس لا تصح إمامته، ولكن يجب أن يكون عدم رضاهم عنه بسبب خلق سيء أو مذموم يتصف به، كأن يكون ظالماً، أو يرافق أهل السوء، أما إن كرهوه لما هى اسباب لا تتعلق بالدين، فتجوز إمامته، كما أن الإمام الشافعي أشار بأنه يجب أن يكرهه نصف الجماعة أو أكثر حتى تكره إمامته، فإن كرهه بعضهم فلا بأس.
شروط مختلَف عليها
- العدالة: أي أن يجتنب الإمام القيام بالمعاصي أو الكبائر ويصر عليها، فمن أصر على ارتكاب المعاصي اختلف في صحة صلاته فأجازها الشافعي وأبو حنيفة، ولكن تم الاتفاق على كراهة الصلاة خلفه.
- عدم المخالفة في الفروع: هناك بعض الجماعة من المسلمين لا يقرؤون الفاتحة في الصلاة على سبيل المثال، فهم يرون عدم وجوبها، ولكن جماعة آخرين يرون بأنها من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة بدونها، فاختلف العلماء على صحة الصلاة خلف من لا يقرأ الفاتحة في صلاته، فمنهم من أجازها استدلالاً بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( يصَلُّونَ لكُم، فإنْ أصَابُوا فلَكُم، وإن أخْطَؤوا فلَكُم وعليهِم)، واختلف علماء آخرون بحجة أن قراءة الفاتحة واجبة، ومن لا يقرؤها لا تصح صلاته وبالتالي لا تصح إمامته.
- إمامة المرأة للرجال: رأى كل من الإمام الشافعي وابن مالك وابن حنبل على عدم جواز إمامة المرأة للرجال في جميع الأحوال، ويقول البعض بأن ابن حنبل أجازها في صلاة النفل، كصلاة التراويح على سبيل المثال، أما من لم يجيزوا إمامتها فقد استدلو بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم-: ( خيرُ صفوفِ الرجالِ المقَدَّمُ، وشرُّ صفوفِ الرجالِ المؤخَّرُ، وشرُّ صفوفِ النساءِ المقدَّمُ. يا معشرَ النساءِ ! إذا سجد الرجالُ؛ فاخفِضْنَ أبصارَكنَّ عن عوراتِ الرجالِ )، والإمامة لا تكون غير متقدمة، وبالتالي فلا تجوز إمامة المرأة كونها ستتقدم الرجال في هذه الحالة، وأما ابن حنبل فاستدل بأن الرسول سمح لأم ورقة ابن نوفل بأن تؤم أهل بيتها، وكان ممن يصلون معها المؤذن، وقد كان شيخاً كبيراً.