ابن ماجه
هو الإمام أبو عبد الله محمّد بن يزيد بن ماجه الربعي، ويُنسب إلى قزوين؛ لذا يُقال عنه ابن ماجه القزويني. ولد محمد بن ماجه في عامِ مئتين وتسعة من الهجرة الموافق للعام ثمانمئة وأربعة وعشرين من الميلاد في قزوين. تقع قزوين في إيران إلى الغرب من مدينة طهران، وتعتبر اليوم عاصمة محافظة قزوين الإيرانية، وقد تُوفّي -رحمه الله- في عام مئتين وثلاثة وسبعين من الهجرة، وتحديداً في شهر رمضان المبارك.
نشأة ابن ماجه كانت فريدةً من نوعها، فقد أحيط هذا العالم الكبير بجوٍّ من العلم والتقى منذ صغره، وقد كبر وشبَّ وهو عاشق للعلوم الشرعية، ومريداً لها، فقد كان -رحمه الله- حافظاً لكتاب الله، كما أنّه كان دائم التردّد على حلقات المحدثين في زمانه، حتّى أحب علوم الحديث النبوي، وعشقها، وتخصص بها، وقد حفظ كمَّاً هائلاً من الأحاديث النبوية الشريفة من خلال تنقّله بين الحلقات العلمية.
ارتحل ابن ماجه من بلده إلى بلدان أخرى سعياً وراء الشيوخ ليتلقّى عنهم علومهم ومعارفهم، فجاب الأمصار، وتنقّل بين أصقاع المعمورة، فذهب إلى خراسان، والعراق وتحديداً البصرة، والكوفة، وبغداد، ثمّ انتقل إلى دمشق، فالحجاز وتحديداً مكة، والمدينة، كما أنّه زار مصر، والعديد من المدن والبلدان الأخرى، وقد أتاحت له رحلته هذه التعرّف على العديد من المدارس الفقهية آنذاك، واكتساب الخبرة، والعلوم الشرعيّة من مصادرها المختلفة، وبعد أن قضى ابن ماجه -رحمه الله- جزءاً عظيماً من سنين عمره في السفر والترحال، عاد إلى موطنه الأصلي وانصرف إلى الإنتاج والعطاء.
شيوخه وتلاميذه
كان لابن ماجه العديد من الشيوخ المتوزّعين في المناطق المختلفة من العالم الإسلامي، ولعلَّ أبرز شيوخه: علي الطنافسي، وإبراهيم الحزامي، ومحمد بن نمير، وجبارة المغلس، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وعبد الله بن معاوية وغيرهم الكثير. أما أبرز تلاميذه فكان منهم: إسحاق القزويني، وأبو الطيب المشعراني، وإبراهيم الجرشي الهمداني، ومحمد الصفار، وجعفر بن إدريس وآخرون.
أعماله وإنتاجاته
من أبرز إنتاجات ابن ماجه -رحمه الله- العلميّة كتاب سنن ابن ماجه، والذي يعتبر سادس الصحاح الستة، ولهذا الكتاب مكانة عظيمة جداً بين طلبة علوم الحديث النبوي الشريف، وقد وضعت عدّة شروحات لهذا الكتاب من أهمها: شرح سنن ابن ماجه، ومصباح الزجاجة في شرح سنن ابن ماجه، وغيرهما. وقد وضع ابن ماجه -رحمه الله- مؤلفات أخرى عديدة في التفسير والتاريخ غير أنّه لم يصل منها سوى السنن.
