بورصة المدينة التي كانت عاصمة للعديد من الحضارات والأديان لقرون عديدة، وهي اليوم هو مدينة تزخر بالمعالم التاريخية كالمساجد إلى المدارس والكنائس إضافة إلى جمالها الطبيعي.
ظهرت العديد من الإمارات التركية بعد انتهاء غزو السلاجقة لتركيا، وكان أهمها إمارة بيليك العثمانية التي تقع شمال غرب الأناضول، والذي قام بتأسيسها عثمان بك عام 1299، ثم عزم باتخاذ بورصة كأول عاصمة عثمانية بعد محاولات عديدة لمحاصرتها حتى وقعت تحت قبضة عثمان غازي لتصبح العاصمة الرسمية للدولة العثمانية عام 1335 وأمر أورهان غازي بأن يضرب النقود باسمه، وأن يرتدي الملابس الذي تميزه عن غيره، وأن يبدأ بتشكيل جيش المشاة.
حكم أورهان غازي حوالي 35 عاماً، ثم خلفه ابنه مراد هان بن أورهان بن عثمان غازي الذي كان السلطان العثماني، لتنتقل العاصمة بعد فترة إلى أدرنة لكن رغم هذا بقيت بورصة محتفظة بأهميتاه الروحية والاقتصادية، حيث تأسست فيها مستشفى بينابيع مياه معدنية ساخنة لعلاج و دواء المرضى، وتميزت كذلك العمارة العثمانية في بورصة بأسلوبها المميز المتأثر بالعمارة البيزنطية. قام جيش تيمورلنك عام 1402 بتدمير وإحراق العديد من المدارس، الكليات، المساجد والمعالم الأخرى في المدينة.
أقيمت في بورصة العديد من الأسواق خاصة تلك التي تهتم بتجارة الغزل والنسيج والقطن ولوازم الخياطة والخياطين، كذلك أسواق الخيل والماشية، وأسواق الفاكهة، وأسواق الحرير، وأسواق الدواجن، وسوق النحاسين وغيرهم الكثير.
كانت أشهر المساجد في بورصة مسجد بورصة أولو الذي ينتمي إلى الطراز الإسلامي بسقف جميل والعديد من الأرصفة والأعمدة والقباب والمآذن. مسجد يشيل الذي بني عام 1419 الذي يتميز برخامه وإطارات النوافذ والأبواب والنقوش الحجرية الجميلة، وغيرهم الكثير كمسجد مرادية ومسجد الأمير سلطان
كانت قد شهدت بورصة عدة موجات سكانية مهاجرة من آسيا الوسطى، كذلك المهاجرون اليوناني من موريا، وكذلك الأرمن الذين سمح لهم لاحقاً بتأسيس البطريركية الأرمنية، واليهود خاصة مع نطور التجارة وإقراض المال، وصياغة الذهب والخياطة والعديد من المهن التي استوجبت على الكثير من الناس أن يسكنوا في بورصة، كذلك قدم لبورصة أناس من روميليا في أوروبا الشرقية، ومن القوقاز خلال الحرب الروسية العثمانية، وكذلك العديد من المسلمين ومن مختلف المناطق.
وجدت في بورصة العديد من المدارس كالمدارس التبشيرية البروتستانتية الأمريكية، إَافة إلى المدارس الثانوية للبنين والتي تدرس الحساب، الجغرافيا، الهندسة، علم النبات، الفيزياء، علم الفلك والتاريخ، وكذلك المدرسة الثانوية العسكرية بمبنى واحد، ثم تم إضافة مبنى ثانٍ ومستشفى، وأقيمت كذلك مدرسة الحميدية الفنية، ومدرسة مُلكية الإعدادية.