إنّ مدينة ( فاليتا ) وتلفظ أيضاً فالتة، هي العاصمة الفعليّة لجمهوريّة مالطة هذه الجزيرة التي هي أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي، وتعدّ هذه المدينة هي الأكبر بين مدن مالطا، وإنّ تاريخ مدينة فاليتا قديماً، يعود إلى النظام القديم للقديس يوحنا الأورشليمي الخيري، وقد تم السيطرة عبر التاريخ على هذه المدينة من قبلّ كلّ من الفينيقيّين، ومن بعدهم اليونانيّين، وبعدهم القرطاجيّين، ومن ثمّ الرومان، وتلاهم البيزنطيّين، ومن ثمّ العرب، وأخيراً استلا عليها فرقة فرسان مالطا.
موقع مدينة فاليتا في وسط جمهوريّة مالطا هذه الجزيرة الصغيرة وتحديداً في قسمها الشرقي، وترجع تسميت هذه المدينة نسبة لاسم قلعتها القديمة، وتعد مدينة فاليتا تعدّ من المناطق الغنيّة بالآثار التي تعود لعصور قديمة من التاريخ، وقد تكون الأغنى عالمياً، فنجد فيها الكثير من لنصب التذكاريّة حتّى يومنا هذا، وقد تصل إلى ما يقارب من 320 نصباً تذكارياً.
نجد في هذه المدينة العديد من المباني القديمة التي تعود للقرن 16 م ، تحكي عن تاريخٍ ممتلئ بالعراقة والأصالة، وتتميّز فاليتا بمناخٍ يكون في الشتاء معتدلٍ مائل إلى الرطوبة، أمّا في الصيف فيكون جافاً ودافئاً، وفيها الكثير من المرافئ التي أنشئت بشكل طبيعي، وميناء واحد هو الأكبر بينها والذي بني بآلة الإنسان، وهذه الموانئ ترسو فيها البواخر التي تنقل المسافرين لكلّ الدول القريبة مثل إيطالياً وأيضاً إسبانياً.
فاليتا مدينة الثقافات، فهي تلقب بـ ( المركز الثقافي الطبيعي )، حيث تحكي شوارعها وأبنيتها الكثير من القصص والروايات في تأسيس هذه المدينة، وتضمّ المدينة العديد من المتاحف التي يقصدها الزائر من كافة العالم، وخاصّة متحفها الشهير ( المتحف الوطني للفنون الجميلة ) ، وأيضاً العديد من القصور، وما السور الذي يحيط بهذه المدينة إلاّ أن زاد من عراقتها وروعتها، حيث يسمع صدى التاريخ يتردد من حجارتها، وتتميّز أبنيتها بهندسة فريدة، مما دفع بمنظمة اليونيسكو أن تضمها لقائمة ( الإرث العالميّة ).
في وسط المدينة هنالك نافورة الماء الشهيرة في فاليتا، والتي تعود لتاريخ قديم، ونجد عند شاطئها العديد من المدافع الموجّهة باتجاه البحر، وتعدّ تحف كبيرة إذ قد استعملها السكان المالطيين أثناء دفاعهم عن مالطا إبان احتلال الإنكليز لها وكان لهم النصر، وفي المدينة القديمة أو التي تعرف بـ ( فاليتا الداخليّة ) لا يسمح أبداً بدخول السيارات، وذلك لضيق شوارعها، فقد وضعت عدّة حناطير تقوم بغرض نقل الناس والسيّاح للتمتع بمشاهدة المدينة من الداخل، فتعدّ شوارع هذه المدينة هي الأضيق في العالم.
في فاليتا العديد من الكنائس الأثريّة التي يقدّر عددها في كل مالطا ما يقارب 350 كنيسة وأغلبها موجودة في العاصمة، وتتبع المذهب الكاثوليكي، ويُشار إلى تدّين أهل البلد حيث تعاقب الدولة كلّ من يتعاطى الخمر.