سوريا
سوريا كانت منذ القديم وما زالت في قلب العالم، سوريا بلد شهد حكايات الإنسان في الارتقاء والتحضّر والمدنية، الأرض التي كرمها الله سبحانه وتعالى فهي مثوى الأنبياء والقدّيسين والشهداء وهي موقع البطولات التي أحرزها العرب في الزمن الماضي وعادت الآن لتسطر بلحمة أبنائها قصة التغيير والتطلع لغد أجمل، وتقع سوريا في قارة آسيا وهي دولة عربية تبلغ مساحتها 185.180كيلو متراً مربعاً، عدد سكانها يزيد عن 24 مليون نسمة، هي مهد الحضارات العربيّة منذ القدم حيث كانت القوافل التجارية تمرّ منها وإليها تحمل البضائع من الشام الى الجزيرة العربية ومصر واليمن. مناخها معتدل صيفاً وشتاءً، تشتهر بزراعة المحاصيل الزراعية المختلفة من الخضروات والفواكه، كما اشتهرت بزراعة أشجار الفستق الحلبيّ، والزيتون، والحمضيّات، وإنتاج القطن، والحبال وغيرها الكثير.
عاصمة سوريا
أقدم عاصمة في التاريخ مدينة الحكايات والبطولات والروايات دمشق، من زار هذه المدنية يشعربقدم المكان ويرى بصمات الزمان كما يشم عبق الياسمين فهي مدينة الياسمين، وكنانة الله، ودرة الشرق، والفيحاء أسماء ندعى بها دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية، وهي مدينة مأهولة بالسكان منذ عشرات الآلآف من الأعوام، فالقدم ألبس دمشق عباءة العراقة والهيبة والشموخ، وجمال دمشق جعل ريزون الآرامي يختارها عاصمة لمملكته الآراميّة في الألف الثالثة قبل الميلاد، ولذات السبب حشد لها سليم الأوّل العثمانيّ مئات الآلآف من العسكر ليستوطن أرضها، ولها قدم يوحنا المعمدان، وجعفر البرمكي روؤسهم، وحدها دمشق ميلاد الأنبياء، وموطن الأديان، وبوابة الحضارة.
تبلغ مساحة مدينة دمشق حوالي مئة وثمانية وعشرين هكتار وهي على شكل بيضويّ يبلغ قطرها ألفاً وستمائة متر ممثلاً بالشارع المستقيم الموجود منذ العهد الرومانيّ حيث يروى أنّ القديس بولس الذي فقد بصره في طريقه إلى دمشق، سار فيه باتّجاه معبد حنانيا بنهاية السوق الطويل ليصل باب شرقيّ ليعاد إليه نظره هناك، وأمّا الدخول الى مدينة دمشق لابدّ أن يكون من أوسع أبوابها الذي يحدثنا عن أمجادها عبر الحقب الزمنية والحضارات التي تعاقبت عليها وتحدثنا عن صمودها في وجه الغزات والطامعين حيث تم بناء سور كبير لدمشق لغايات حمايتها والدفاع، وفتحت به أبواب كثيرة للدخول والخروج، وكان ذلك في العصر اليوناني.
يحكى أنّ أول حائط وضع في الأرض بعد الطوفان هو سور دمشق حسب ما جاء بمعجم البلدان لياقوت الحمويّ، وكان لسور المدينة سبعة أبواب بالعهد الرومانيّ نسبة للكواكب السبعة، ودخل عمرو بن العاص إلى دمشق من باب توما حاملاً معه راية الإسلام حيث كانت هناك كنيسة حولت الى مسجد آنذاك، وتزخر دمشق بالكثير من الأسواق والبضائع الجديدة التي تعرض في حوانيت ومحالّ قديمة محتفظة بذلك بعراقة المكان وهيبته وجماله.