قناة السويس
تمتد قناة السويس من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر عبر الأراضي المصرية على طول يصل إلى 193 كم، وتعتبر الممر المائي الصناعي الأول من نوعه في مصر، والذي شيد بهدف إعادة مرور السفن عبر مصر بدلا من اتخاذها طريق رأس الرجاء الصالح، حيث تختصر قناة السويس حوالي 15 يوما من الوقت الذي تستغرقه السفن في الوصول إلى المناطق الشرقية من قارة آسيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، كما ساعد تقسيم القناة بشكل طولي إلى قناتين وبشكل عرضي إلى ممرين في تسهيل مرور السفن ذهابا وإيابا عبر القناة من إلى قارتي أوروبا وآسيا.
فكرة إنشاء قناة السويس
ظهرت فكرة إنشاء القناة بعد قيام عدد كبير من السفن الأوروبية، باستخدام طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى المناطق الشرقية من آسيا، والذي تسبب في أضرار جسيمة في اقتصاد الدولة المملوكية التي كانت قائمة في مصر آنذاك وغيرها من المدن الأوروبية التي كانت مستفيدة من مرور القوافل التجارية الأوروبية عبر مصر باتجاه البحر الأحمر.
وعندها اقترح عدد من أمراء البندقية في عام 1501 للميلاد على حكام الدولة المصرية مشروع بناء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض على الأراضي المصرية، إلا أن المشروع لم ينفذ بسبب الحروب التي كانت قائمة ما بين الدولة المملوكية والعثمانية آنذاك.
وبقي المشروع طي النسيان إلى أن قدمت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون، وإعادة طرح فكرة بناء القناة على الخديوي محمد علي في عام 1832 للميلاد، إلا أن المشروع لم يخرج حيز التنفيذ على الرغم من استحسان محمد علي لفكرة المشروع، وذلك بسبب الرغبة الصريحة في الهيمنة الفرنسية على القناة.
بدء تنفيذ مشروع قناة السويس
بدأت فكرة تنفيذ المشروع في عهد الخديوي سعيد محمد علي باشا بعد أن عاد دي لسبس أحد موالي نابليون بطرح الفكرة عليه في عام 1854 للميلاد، تمت أعمال بناء القناة تحت إشراف الشركة بناء قناة السويس البحرية العالمية، والتي أسست على يد دي لسبس لهذا الغرض.
كما تم تسخير أكثر من مليون مواطن مصري من الفلاحين والناس البسطاء من أجل العمل في القناة، والذين توفي منهم ما يزيد عن 120 ألف فرد بسبب ظروف العمل القاسية والاستبداد الذي كانوا يخضعون له، بالإضافة إلى قلة الماء والطعام وانتشار الأمراض فيما بينهم، كما دفن العديد منهم تحت الرمال والمياه أثناء الحفر، دون أن يحصل أهلهم على فرصة توديعهم ودفنهم بشكل لائق.
إيرادات قناة السويس
ساعدت قناة السويس منذ افتتاحها في زيادة الدخل القومي لجمهورية مصر، كما أصبحت قناة السويس أهم ممر مائي يصل ما بين قارتي أوروبا وآسيا، حيث تصل الإيرادات السنوية للقناة حوالي 39 مليار جنيه مصري، كما يعبر القناة قرابة 8% حتى 12% من كمية التجارة العالمية.