كيف تصبح فصيحاً
أوّل ما عليك فعله لتصير فصيحاً أن تستشعر النعمة التي منحتها، فأنت ولدت ولغتك العربية هي اللغة الأم، فتطلع إلى الأسماء العظيمة الضخمة كالإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله والذين ولدا أعجمين فأرهقا نفسيهما حتى تعلما العربية، وصارا في النهاية من أعظم علماء الإسلام.
يقول الألباني أنّ نعم الله عليه كثيرة لكن أهمّها هجرة والده إلى بلاد الشام وتعليمه إياه العربية، وإلا لظلّ في ألبانيا لا يفقه من العربية شيء.
أربع طرق وخطوات لتصبح فصيحاً
- دراسة فروع اللغة العربية: النحو هو أول ما عليك أن تبدأ به لدراسة اللغة على أصولها، فكما قال المبرد:
النحو يبسط من لسان الألكُن والمرء تُعظمه إذا لم يلحن فإذا طبلتَ من العلوم أجلَّها فأجلُّها منها مقيم الألسن
فالعربية بلا نحو كطعام بلا ملح، وهذا يعني أنّ على الدارس أن يدرس قواعد اللغة والاهتمام بالإعراب، ويفضل الاطّلاع على كتب إعراب القرآن الكريم، وأن يقوم بقراءته قراءةً صحيحة بأحرف مضبوطة، فقراءة القرآن الكريم هي احسن وأفضل وسيلة وفي حال عدم وجود معلّم يصحح للطالب.
- تعلم علوم البيان، وعلم المعاني، وعلم البديع، الصرف، والعروض، وفقه اللغة، وعلم نقد القواعد، فاللغة أحد علوم الأدوات، شأنها شأن أصول الفقه، فلِتصبح فصيحاً عليك باللغة ثمّ المصطلح، فهذا كان فيما مضى شرط العلماء على المتعلمين والمجتهدين لتحصيل اللغة.
- الاجتهاد في حفظ أقدم أساليب المتفوّقين في اللغة وهذا يتضمن حفظ النوادر، والأمثال، والحكم، والأشعار القديمة، فالتقليد والاقتباس بداية الطريق، ثم بعد أمد قريب تجد أنّك صرت تبتكر وتبدع وينطلق لسانك بفصاحة دون أن تعود إلى النصوص القديمة؛ لأنك تشرَّبتها فتأتي بكلام قريبٍ منها دون أي جهد أو تصنع أو تقليد.
- إدخال العربية في منهج حياة: تداول اللغة الفصيحة في منزلك مع عائلتك وبالعمل ولتكن منهج حياتك، يقول أبو مالك سامح عبد الحميد مؤلّف كتاب كيف تصبح وتكون فصيحاً أن سبب ضعف العديد من معلمي اللغة أنهم حوّلوا رأسهم إلى مخزن للقواعد والنحو والبلاغة، ويقومون باستدعائها عند الحاجة فقط في الفصل الدراسيّ غالباً، هذا حسب وجهة نظره هو الداء، فاللغة ممارسة واستخدام ومران فممارستها ضرورية لتشرب اللغة ولتختلط بكيان ناطقها، هكذا حتى تصبح ملكةً خاصة به، وكما يقول الشاعر:
- التعبير عند القول من خصائص المتحدث الحاذق: فرفع الصوت مرةً وخفضه مرةً أُخرى، بين الجواب والتقرير وجعل الصوت منذراً محذراً أو محزوناً حسب الحالة والوضع، وتغيّر هيئة إخراج الحروف من الفم ومخارجه في الكلام، وتغير ملامح وجه المُتحدث وإشارة اليدين، كلّ هذا يجعل المتحدّث أكثر لفتاً للنظر وإبهاراً للمستمع، ويجعل المستمع حاضر الذهن لكلّ ما يُقال فكما قال الشاعر: