نحتاج في كثير من الأحيان إلى المزح واللهو لكي تساعدنا على الاستراحة والاسترخاء من متاعب ومشاكل وعيوب الحياة، إلّا أنّه عند العمل فيجب عليك أن تكون حازماً في كثير من المواقف وجديّاً والحزم هو أنّ تتعامل مع الأمور بنظام وترتيب ولا تدّع مجالاً للصدفة وهو ما يساعدنا على تحقيق أهدافنا وطموحاتنا فقد تقوم بوضع العديد من الأهداف والخطط من اجل تحقيقها والتي تكون ناجحة جداً إلّا أنّك لن تستطيع تحقيق أيٍّ منها إن لم تقم بالتعامل مع الأمور بحزم اتجاه نفسك أو مع من حولك في حال كنت مسؤولاً عنهم، والحزم لا يعني الغضب على الدوام وتحميل وتنزيل النفس فوق طاقتها أو التعامل مع الأمور والمشاكل وعيوب عن طريق الصراخ بل يعني أن تكون قادراً على ضبط هذه الأمور بالطريقة الصحيحة والمناسبة والحفاظ على الهدوء أثناء القيام بذلك.
فمن أولى الأمور التي يمكن أن تفعلها من أجل أن تكون حازماً مع نفسك قبل الآخرين هو أن تضع أهدافاً لنفسك لكي تقوم بتحقيقها، فتقوم بترتيب هذه الأهداف وتصنيفها ومن المهم أن تكون هذه الأهداف مرنة أيضاً بعض الشيء، فتقوم بالتفكير بالأمور الأهم لديك وترتبها بحسب الأولوية إن كانت هذه الأهداف على الصعيد الشخصي أو الأسري أو على مستوى العمل، وأن تكون هذه الأهداف متناسبة والوقت المحدد لإنجاز كلٍّ منها وتتناسب مع قدراتك وأن تكون واقعية وليست أموراً خيالية لا يمكن تحقيقها، ومن ثمّ يجب وضع خطة من أجل تحقيق هذه الأهداف وتحديد الأمور التي ستحتاجها من أجل الوصول إلى أهدافك إن كانت هذه الأمور تتعلق بك أو تحتاج بها إلى مساعدة من الآخرين.
كمّا أنّه من المهم أن تقوم بوضع جدول زمني لنفسك من أجل تحقيق ما تصبو إليه، فتقوم بتحديد فترة لإنهاء كل عمل عليك إنجازه أو لتحقيق كل هدف والعمل على أساس تحقيق هذه الأهداف خلال هذا الوقت، فمن الاستحالة أن تكون حازماً إذا لم تراعي ضرورة الانتباه إلى الوقت والعمل بحسبه، ومن المهم عدم ترك الفرصة لنفسك بالتراخي عن طريق إيجاد الأعذار لنفسك كما نفعل في كثير من الأحيان لكي لا تترك مجالاً لنفسك للفشل، كما أنّه عليك أن تقوم بالابتعاد عن جميع ما قد يسبب تشتيت أفكارك أو إلهائك أثناء العمل كالهاتف أو التلفاز، ويمكنك الاستعانة بأشخاص آخرين كي تكون أكثر جدية وحزماً كأن تقوم بالتمارين الرياضية يومياً برفقة شخص آخر ممّا سيزيد من جديتك حول هذه الأمور.