خلق الإنسان ليفيد نفسه وليفيد غيره وهذه هي سنة الله تعالى في الكون، والتي لا تجري على الإنسان فقط، بل تجري أيضاً على كافة المخلوقات الأخرى التي خلقها الله تعالى، فجميع المخلوقات لها أدوار تؤديها لتفيد غيرها ولها ميزات تستفيدها من غيرها، وهذا هو جوهر ولب عملية التكامل بين المخلوقات التي تعيش في هذا الكون المترامي الأطراف والذي لا تعرف باديته من نهايته. ومن هنا فالتعاون ما بين البشر لتحقيق تعرف ما هو احسن وأفضل لهم جميعاً حتى يحيوا حياة طيبة وهانئة تسودها الراحة والطمأنينة والسلام والمحبة.
تتوع الطرق ووسائل التي يكون الإنسان بها نافعاً وكلها جوهرها تقديم الخير للإنسان الآخر المقابل وللناس جميعهم.
ماذا الذي يتوجب علينا امتلاكه ؟
حتى يكون الإنسان إنساناً نافعاً فالمنطق يقول أنه يتوجب أن يكون هذا الشخص شخصاً منفتحاً على جميع الناس وجميع الأشخاص، فلا يجوز أن يكون هناك عدم تقبل للآخرين فمن لم يتقبل الناس لن يحتاج الناس مساعدته، ولن يكون هو أصلاً قادراً على الوصول إلى أبعد مدى في نفعه للناس، ونقول أن النفع يجب أن يكون للناس، لأنه إن لم يكن للناس فلمن سيكون إذاً ؟! فكل شيء يأتي في المرتبة الثانية بعد الإنسان، فالإنسان هو الأصل وهو الذي سخر الله تعالى له الكون كله ليستفيد منه ويفيده بدوره حتى يستمر نظام الحياة على تعرف ما هو عليه من تكامل وتضافر عجيب من نوعه.
كيف نكون أشخاصاً نافعين ؟
تفع الإنسان لأخيه الإنسان له أول وليس له آخر، فالإنسان قد يكون نافعاً في اى حال من الأحوال ومهما كانت هذه الحال، فالإنسان قد يفيد غيره بتعليمه كل تعرف ما هو جديد وكل ما يمتلكه من مهارات يرغب الشخص الآخر بتعلمها، بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن لأي شخص أن يكون شخصاً مفيداً نافعاً عن طريق أن يقوم هذا الإنسان بالتبرع للآخرين، بالإضافة إلى ذلك فإنه من الممكن لأي شخص أن يكون نافعاً بأن يكون إنساناً محباً للآخرين وهذه المحبة تستطيع أن تفعل العجب، إذ إنه يمكنها أن تقرب بين شخصين متباعدين لما هى اسباب تافهة، كما يمكنها أن تعمر البيوت المهدومة عن طريق التوليف بين الناس، بالإضافة إلى ذلك فبإمكان الإنسان أن يكون نافعاً إن كان قادراً على التعامل مع الآخرين بطريقة جيدة وتسامح، فهذا الأمر هو الأساس في العلاقات البشرية، فالبشر لا يمكنهم نهائياً أن يتعاملوا مع بعضهم البعض بندية وحقد، فالحياة لن تستمر بينهم بشكل سوي وجيد.