جدول المحتويات
الطموح
للطموح في نفس الإنسان نشوة لا يدركها إلا من جرَّبها، فالخاملون، واليائسون، والبائسون، ليس بإمكانهم إدراك هكذا مفردات؛ ذلك أنّهم خلقوا ليستهلكوا، وخلقوا ليكونوا عالة يعيشون كطفيليات على تجارب الآخرين.
يعرف الطموح على أنّه ذلك الحافز الذي يدفع الإنسان لبلوغ هدفه ومبتغاه، والإنسان يتحدّد روحياً بحجم طموحه، فأولئك الأشخاص أصحاب الهمّة العالية، والأرواح العظيمة الذين نشاهدهم يوميّاً على شاشات التلفاز يقارعون المحتلين، وينتصرون للمظلمومين، ويحملون بداخلهم قضايا عادلة حتى لو لم يتأثروا بها سلباً هم قطعاً أصحاب طموح عالٍ، وهمة تستقي من معين لا ينضب.
كيف يكون الإنسان طموحاً
يحتاج صاحب الطموح إلى أركان أساسية يمكنه بها استثمار هذا الحافز الذي يجول ويصول في روحه التواقة إلى الارتقاء والرفعة، ومن هنا فإن الإنسان لا يكون طموحاً إلا إذا امتلك:
- الثقة بالنفس: الثقة بالنفس من أهمّ مصادر الخير التي تجلب النفع العميم للإنسان؛ ذلك أنّ الثقة بالنفس تعتبر من أهمّ الدلائل التي يمكن أن تقود الإنسان إلى ذاته وتعرفه بها، فبعض الأشخاص قد استلذوا بالركوع أمام ذوات الآخرين ممن رضوا بهم أرباباً لدنياهم.
- احترام الذات: احترام الطَّمُوح لذاته هو سرّ طموحه، فهو يرى في نفسه، وقدراته، ومواهبه شيئاً عظيماً جداً، لهذا فإنّه يسعى على الدوام إلى تطوير ذاته، وصقلها بالمعرفة المناسبة، احتراماً لها، فاحترامه لذاته لا يكون إلا بارتقائه بها إلى الدرجة التي تستحق أن تكون فيها فعلاً.
- احترام الغير: الطَّموح البذيء سيكون وبالاً على نفسه وعلى كلّ من حوله، فالطُّموح بحاجة إلى حركة، وإبداع، وهذا لا يتسنى إلا بالتعاون مع الآخرين، خاصّة أولئك الأشخاص الذين يطمحون إلى بناء إمبراطوريات اقتصاديّة هائلة، فهم أكثر حاجة للآخرين.
- الوعي والثقافة: كثير من الطموحين استطاعوا الوصول إلى مراتب عليا في مجالاتهم من خلال مخالفتهم لكل تعرف ما هو سائد ومتعارف عليه مما يعيق التقدم والنجاح كالعادات، والتقاليد، ودين الهوى، والسلطة العائلية، والسلطة المجتمعية، من خلال وعيهم، واطلاعهم، وثقافتهم المرتفعة التي ليس لها مثيل، فالشخص الطموح يجب أن يكون واعياً ومثقفاً حتى يصل إلى هدفه الذي يسعى إليه، ولنا في السيدات العربيات اللواتي ناضلن وكافحن من أجل الحصول على حقوقهن المسلوبة في مطلع القرن العشرين احسن وأفضل مثال وأسوة في ذلك.
- القضية العادلة أو الهدف: لا يمكن لكل ما سبق أن يوظف بشكل مناسب إلا إن امتلك الإنسان هدفاً، أو قضية عادلة يسعى لكسبها، فلا طموح دون واحد من هذين الأمرين، وسيفقد الطموح معناه مباشرة وفوراً إذا فُقد الهدف، أو افتُقدت القضية العادلة، وعندها سيكون الإنسان معرضاً لسؤال ناقص بحاجة إلى تكملة، وهو: طموح لماذا؟ أو طموح لأجلماذا؟