علامات و دلائل الساعة الكبرى
هي علامات و دلائل ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه، وذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في نصوص أحاديثه، تنبئنا باقتراب موعد يوم القيامة، والذي بات مجهولا حتى يومنا هذا، لحكمة من رب العباد، وسميت بالعلامات و دلائل الكبرى لعظم أثرها؛ فهي أحداث ستغير موازين القوى والخير والشر في كل أنحاء العالم، وسيشعر بها كل سكان الأرض، ولم تظهر منها علامة بعد، وإن ظهرت، فسيلحقها يوم القيامة بفترة زمنية قصيرة، والله تعالى أعلم.
المسيح الدجال
يعتبر المسيح الدجال من أحد علامات و دلائل الساعة الكبرى، ومن أكثرها فتنة؛ فهو رجل يأذن له الله سبحانه وتعالى بالخروج بعد معركة الملحمة، والتي يفتح فيها المسلمون مدينة الروم، المسماة بالقسطنطينية، ويبدأ بادعائه الصلاح، ويظهر على هيئة رجل صالح، ليتبعه الآلاف من اليهود والتتار وآل خراسان، ويظهر بعدها على هيئة ملك صالح، ومن ثم يدعي النبوة، ويدعي الألوهية، ليتبعه الجهلة والكفرة من خلق الله، ويخالفه المسلمون ومن هداهم الله، فيجوب البلاد بلدا بلدا، وقرية قرية، حتى لا يترك أرضا إلا وقد وصل إليها، ما عدا مكة المكرمة، والمدينة المنورة، اللتين حرمتا عليه، ليقتل أخيرا على يد عيسى عليه السلام، بعدما ينزل من السماء بأمر من الله تعالى.
صفات المسيح الدجال
سمي المسيح الدجال بهذا الاسم لأن من صفاته الخلقية أنه ممسوح العين اليمنى، وله اسم آخر وهو الأعور الدجال، وقيل إنه سمي المسيح، لأنه يمسح الأرض كلها بفتنته، والدجال تعني الكاذب والمنافق، والتي تعد من صفاته، فهو كاذب ومدع للنبوة والألوهية، ومن أكبر الفتن التي قد تمر على البشرية.
يظهر المسيح الدجال ويبان بكفره وكذبه للمسلمين الذين يؤمنون بالله تعالى وبألوهيته؛ حيث تظهر على جبين الدجال كلمة كفر أو كافر، مكتوبة وواضحة ويستطيع الأمي قراءتها، وأما الكافرون والجهلة فلا يرون كلمة كفر كتبت على جبينه، فيتبعونه ويصدقونه. من صفات المسيح الدجال الخلقية كذلك أنه قصير أفحج الساقين، مشيته معيبة، ولديه انحناءة في ظهره، وشعره متجعد وقصير وكثيف، وكأنه غصن شجرة، وجبينه ونحره عريض، وبشرته بيضاء محمرة، وذكر أنه عقيم لا ينجب الأطفال.
المسيح الدجال هو من بني آدم، أعطاه الله سبحانه وتعالى القدرات والإمكانيات غير العادية، والتي لم يعطها لغيره من البشر، فتنة وامتحانا لعباده، ليرى المؤمن الحق من الكافر، فمن يتبعه ويصدق قدراته يحشر معه في جهنم، ومن يؤمن بالله ويتقي من فتنته، يكافؤه الله ويدخله جناته.