ذو النون
بعث الله سبحانه وتعالى إلى كل الأقوام عبر التاريخ أنبياء ورسلا لئلا يقول الناس ما أتانا من بشير أو نذير، ومن بين الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى وورد ذكرهم في القرآن الكريم نبي الله يونس عليه السلام، ولقد سماه الله بذي النون، فتعرف ما هو سبب تسمية هذا النبي بهذا الاسم؟ وتعرف على ما هى قصته مع قومه؟
بعثته
بعث الله تعالى بعد سليمان عليه السلام نبيه يونس من بعد أن اصطفاه من بني إسرائيل، ويقال إن مبعثه كان في القرن الثامن قبل الميلاد في الفترة التي سبقت مبعث سيدنا عيسى عليه السلام بقليل، وقد كان يونس عليه السلام موجودا في بلاد الشام قبل أن يأمره الله تعالى بالتوجه إلى بلاد العراق وتحديدا مدينة نينوى؛ حيث كان يقطنها ما يقارب من المائة ألف أو يزيد من البشر الذي ضلوا عن سواء السبيل فعكفوا على أصنام يعبدونها من دون الله تعالى ومن بين تلك الأصنام صنم يقال له عشتار، وصنم كان على هيئة ثور مجنح له رأس إنسان وجسد ثور، وبعد وصول يونس عليه السلام إلى نينوى بدأت قصته مع الدعوة إلى دين التوحيد.
قصته مع قومه
لم يأل سيدنا يونس عليه السلام جهدا في دعوة قومه حينما كان يأمرهم بترك الضلالات التي كانوا عليها وأن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا به شيئا، ولم تجد تلك المحاولات نفعا مع قوم يونس عليه السلام الذين استكبروا عن دعوة الحق وأصروا على باطلهم، وقد حذرهم يونس مرارا وتكرارا من عذاب الله وانتقامه، وبعد أن استيأس منهم وعدهم بيوم العذاب ثم ارتحل عنه ولم يتلق أمرا من الله تعالى بذلك، بل ذهب مغاضبا من قومه وغيهم وتوجه إلى ساحل البحر حيث وجد هناك سفينة تهم بالانطلاق فطلب من قائدها أن يركب فيها فتوسم فيه القوم خيرا فوافقوا على ذلك وحملوا يونس عليه السلام معهم.
في مسير السفينة أتتها الأمواج فماجت بها يمينا وشمالا فتوافق القوم على أن يستهموا على واحد منهم حتى يرموه في البحر، فاستهموا فوقع السهم على يونس عليه السلام فألقي في البحر، وفي أعماق البحر جاء حوت بأمر الله فالتقم يونس عليه السلام ولبث في بطنه ثلاثة أيام .
نجاته بأمر الله إلى البر
شاء الله تعالى أن يقذف الحوت سيدنا يونس عليه السلام إلى البر، وقد كان سقيما فأنبت الله له شجرة من يقطين فأكل منها واستظل بظلها فعاد صحيحا معافى، ثم رجع بعدها إلى قومه فوجدهم قد آمنوا وكشف الله العذاب عنهم حتى حين.