عيسى -عليه السلام-
برزت من بين أولي العزم من الأنبياء والرسل شخصية النبي عيسى -عليه السلام- الذي بعثه الله عز وجل إلى قومه بني إسرائيل، هاديا ومبشرا ونذيرا، وقد كانت سيرة هذا النبي العظيم ورحلة حياته عبارة عن معجزة إلهية وآية ربانية منذ مولده إلى حين رفعه إلى السماء، فكيف كان مولد عيسى عليه السلام، وكيف رفع إلى السماء، وتعرف ما هو سبب تسميته بالمسيح.
ميلاد المسيح
شاء الله سبحانه وتعالى أن يصطفي السيدة مريم العذراء من بين نساء العالمين ليرسل إليها الملك فينفخ فيها من روح الله، لتحمل بالمولود الذي سيكون آية للناس ومعجزة من عند الله تعالى، على قدرته سبحانه على إيجاد ولد من غير أب كما خلق آدم من قبل من غير أب أو أم، وعندما وضعت السيدة مريم مولودها شعرت بوجل شديد وخوف، فكيف تأتي السيدة العذراء التي اشتهرت بالطهارة والعبادة قومها وهي تحمل هذا الطفل الذي لم يعرف له أب، فطمأنها الله عز وجل وربط على قلبها، وأمرها ألا تتكلم مع القوم إذا أتتهم، وإنما تشير إلى مولودها الذي سينطق بكلمات وعبارات تدفع تهم قومها، وتؤكد على نبوته واصطفاء الله له .
رفع المسيح إلى السماء
عندما بعث الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى -عليه السلام- أيده بالمعجزات الباهرة التي تدل على صدق دعوته ورسالته، ومن بين تلك المعجزات إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى بإذن الله، وعلى الرغم من ظهور تلك المعجزات الظاهرة البينة على يد عيسى -عليه السلام-، إلا أن كثيرا من قومه عاند واستكبر ورفض دعوته، وقد كاد عدد منهم لنبيهم وسعوا للوشاية به عند الملك بتهم باطلة، وحينما أتى جند الملك للقبض عليه حماه الله سبحانه وتعالى وألقى شبهه على من خانه من تلامذته كما روي في الآثار، ورفعه الله تعالى إليه في السموات، فهو حي عند الله وسوف ينزل في نهاية الزمان ليؤدي مهام أوكلها الله به، حيث يقتل الدجال ويدعو على يأجوج ومأجوج فيموتون، ويؤمن به عدد من أهل الكتاب قبل موته.
سبب تسميته بالمسيح بهذا الاسم
وقد ورد ذكر النبي عيسى -عليه السلام- في القرآن الكريم باسمه الحقيقي وهو عيسى بن مريم، كما ورد ذكره باسم أو لقب المسيح، وقيل في سبب تسميته بالمسيح أنه سمي بذلك لأنه مسح الأرض، أي قطعها وارتحل فيها كثيرا، وقيل لأن قدميه ممسوحتان، وقيل كذلك لأنه كان يمسح على المرضى وذوي العاهات فيبرؤوا من ذلك، وقيل لأن الله مسح خلقته أي جعله في أحسن صورة، وقيل لأنه نزل ممسوحا بالدهن، وفي كل الأحوال لا يصح قول من ذلك بحديث أو أثر.