محافظة بني سويف
إحدى المحافظات المصرية التابعة لإقليم الصعيد الشمالي، الذي يربط مصر من جميع الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية إضافة إلى الغربية، وتتألف من ست محافظات، وتحدها محافظتي الجيزة وحلوان من الجهة الشمالية منها، والسويس من الجهة الشمالية الشرقية، ومن الجهة الشرقية محافظة البحر الأحمر، أما من الغربية فتأتي محافظة الفيوم ومن الجنوبية محافظة المنيا.
وقد ساعد موقعها الجغرافي الاسترتيجي هذا على تكوين حضارتها وأهميتها الاقتصادية، فأصبحت من كبرى المحافظات المصرية، وتتمتع حاليا بشبكة مواصلات ونقل مهمة، ساعدتها على تطوير عملياتها الاقتصادية، وهذا في مجمله جعل الكثير من السكان يفضلون العيش فيها، وتحتفل المحافظة في الخامس عشر من شهر آذار من كل عام بذكرى قيامهم بقطع خطوط السكك الحديدية على الإنجليز، والذي تسبب في انقلاب القطارات التي كانت تحمل الجنود، وكان ذلك تحديدا في العام 1919م، بقيادة الراحل سعد زغلول.
التاريخ والآثار
عندما كانت مصر مؤلفة من اثنين وأربعين إقليما، كانت محافظة بني سويف في المقابل تشغل أجزاء كبيرة من الإقليمين العشرين والرابع والعشرين، وحاليا تعد المحافظة متحفا فنيا يجمع دلائل تاريخية على معظم الحضارات التي مرت على المحافظة، ففيها مثلا ثاني أقدم هرم مدرج على مستوى العالم، والمعروف باسم ميدوم الثاني، بناه الملك حونى، وأكمله بناءه ابنه سنفرو، إضافة إلى مجموعة من الآثار التي تعود للفراعنة القدماء، مثل دشاشة والمضل، وأبو صير أهناسيا إضافة إلى الحيبة وجبانة سدمنت الجبل وغيرها، ولا ننسى أيضا الآثار التي تعود للقبطيين وتتضمن مجموعة من الكنائس مثل كنيسة السيدة العذراء، والأديرة أبرزها دير القديس أنطونيوس، ودير الأنبابولا، وتم اكتشاف قرية صغيرة توجد فيها مقبرة صغيرة مدفونة فيها مومياء لطفلة صغيرة، يوجد أسفل رأسها مخطط كامل مكتوب باللغة القبطية، أما فيما يتعلق بالآثار الإسلامية، فهي متنوعة وموزعة ما بين مقابر مثل مقبرة مروان بن محمد الواقعة في قرية أبو صير، والمساجد مثل مسجد السيدة الحورية الواقع في مدينة بني سويف، إضافة إلى كهف ضخم يسمى بسنوروهو البالغ عمقه حوالي سبعة عشر مترا تقريبا.
وشهدت المحافظة على مر العصور التاريخية المصرية القديمة، العديد من الأحداث المهمة، فهناك مثلا مقبرة ملكية تم من خلالها التوصل إلى الشكل الكامل للهرم، بعد أن كان ناقصا، وبالتالي ظهرت العديد من العقائد المصرية القديمة التي كانت منتشرة، وتتضمن المحافظة أيضا العديد من المعالم والآثار التاريخية التي تعود للعصور اليونانية والرومانية القديمة.