قرية خبيزة
تعتبر قرية خبيزة إحدى القرى الفلسطينية المهجورة، والتي تقع تحديدا في المنطقة الجنوبية الشرقية من مدينة حيفا المحتلة على بعد ثلاثين مترا تقريبا منها، بحيث ترتفع عن مستوى سطح البحر بما يقارب المائة وخمسة وسبعين مترا، وتحيط بها مجموعة مدن فلسطينية أخرى ومنها مدينة أم الفحم، والتي تبعد عنها تقريبا خمسة عشر كيلومترا، إضافة إلى سبعة كيلومترات تبعدها عن قرية كفر قره.
ويحدها من الجهة الغربية قرية أم الشوف وقرية السنديانة، ومن الجهة الشرقية تحدها كلس من قرية البطيمات والكفرين، أما من الجهة الجنوبية فتيحط بها قرية عارة وقنير إضافة إلى كفر قرع، ومن الجهة الشمالية تأتي قرية داليا الروحا، ومن الجهة الشمالية الغربية تحدها قرية صبارين.
تسميتها
سميت قرية الخبيزة بهذا الاسم نتيجة لكثرة نمو نبتة الخبيزة فيها، وهي عبارة عن نبتة تستخدم كوجبة أساسية في فلسطين عامة وتحديدا في أريافها، بحيث يتم طبخها مع البندورة أو عملها كمعجنات، وهي أكلة غنية بالعديد من العناصر الغذائية وتحديدا الحديد والبروتين كما أنها سهلة الهضم، ومن المعروف بأن هذه القرية كانت تسمى أيضا بقرية الخبيزة، وتحديدا في عهد الانتداب البريطاني إلى أن سكانها حذفوا أل التعريف ومعنى لتسهيل اللفظ عليهم ومن باب الاختصار.
تاريخها
كانت هذه القرية مأهولة بنسبة كبيرة من السكان في العصور الحجرية، والذي يدل على ذلك الاكتشافات الأثرية التي ترجع لهذه الفترات، وبعد ذلك تم العيش فيها من قبل الشعوب الكنعانية والرومانية، إلى أن دخل الإسلام والعرب هذه المنطقة وصولا إلى عام 1948م، ومن أهم الآثار التاريخية التي اكنشفت فيها هي الختم الذي يعود للفراعنة بشكل خنفساء، إضافة إلى مجموعة من الجرار القبرصية ونقود شكلت دليل على وجود التجار القديمة فيها.
ونتيجة لموقعها الاستراتيجي فقد شكلت هذه القرية طريقا أو ممرا للعديد من القوافل التجارية إضافة للجيوش العسكرية، وكان ذلك تحديدا في القرن الثالث والخامس ما قبل الميلاد، وكانت تشكل مفرق طرق ووسائل للقرى المحيطة بها كقرية عارة ووادي الملح في الجهة الجنوبية، وسهل مرج بن عامر في الجهة الشمالية، وإضافة إلى ذلك قرية أو خربة الكلبي والتي اكتشفت فيها مجموعة من الآثار الإسلامية والصليبية كقلعة كانتي، التي تقع في منطقة القصوبية التي تقع جنوب قرية خبيزة.
التعليم فيها
في عهد الانتداب البريطاني كان سكانها يتقنون اللغة العربية وقراءة القرآن الكريم، وكان ذلك على يد الشيخ عمر البلعاوي وحسين القشوع، وكان أجر التعليم علبة فيها قمحا وبيضا، أما في العام 1947م بدأ تلاميذ هذه القرية يذهبون إلى قرية أم الشوف؛ لأنها كانت تضم مدرسة تعلم الطلاب حتى الصف الرابع، والبعض الآخر منهم كان يذهب إلى قرية الصبارين التي ضمت مدرسة أخرى.