علم الاجتماع
لا يوجد إجماع واتفاق بين المختصين والخبراء في مجال العلوم الاجتماعية على مفهوم وتعريف ومعنى موحد لعلم الاجتماع، مما يصعب الأمر على الأكاديميين والعاملين والمهتمين في هذا المجال، هذا التوجه الجديد الذي ظهر بشكل رسمي في القرن التاسع عشر للميلاد، والذي يعتبر نتاجا للتغيرات التي طرأت على العلاقات الاجتماعية في العالم، أي أنه ظهر بمثابة رد فعل علمي وأكاديمي طبيعي على تحدي العولمة والحداثة وما رافقهم من تغيرات وتطورات.
حيث شهدت البشرية تحولا جذريا في طبيعة العلاقات، من حيث الاقتراب الشديد وإلغاء الحدود المادية التي تفصل بين دول العالم، وكذلك ابتعاد ملحوظ بين الأفراد، حيث أصبحوا أكثر انعزالا وأقل تماسكا، مما دفع العلماء إلى الالبحث عن علم يقدم تفسيرات منطقية لهذه التحولات، باحثين عن حلول فعالة للتفكك الاجتماعي.
تعريفات علم الاجتماع
قبل صياغة مفهوم وتعريف ومعنى شامل لعلم الاجتماع، لا بد من التطرق ووسائل لأول مفهوم وتعريف ومعنى وضع لهذا الحقل الاجتماعي، والذي قام بصياغته أوغست كونت، وهو أول من وضع كلمة sociology تعبيرا عن علم اجتماع، وذلك سنة 1838، وهي مأخوذة من socius، والتي يقصد بها باللاتينية: شريك ورفيق، وفي اليونانية دراسة أو خطاب.
ويعرف علم الاجتماع بمفهومه العام على أنه ذلك الحقل العلم الذي يعتبر أحد فروع العلوم الاجتماعية الأساسية، التي تعنى بشكل رئيسي بدراسة التفاعلات والعلاقات الاجتماعية، التي تشكل روابط بين الأفراد والجماعات والمجتمعات والدول والمنظمات والعالم بشكل كامل، وذلك في ظل دراسة معمقة للحياة الاجتماعية للبشر على الأرض، حيث يهتم بسلوكهم وطباعهم واتجاهاتهم، ويدرس هذه العلاقات من الناحية النظرية، وكذلك من الناحية التطبيقية أي من ناحية وضع حلول ناجعة للتخلص من كافة المشاكل وعيوب الاجتماعية التي تهدد الاستقرار على كوكب الأرض.
كما قام بتصنيف المجتمعات البشرية إلى ثلاثة تصنيفات رئيسية، تتمثل في التصنيف الثنائي الذي يقوم على المجتمع الريفي والحضري والصناعي والزراعي، وكذلك التصنيف التطوري والذي يضم المجتمعات البدائية والعبودية والإقطاعية والرأسمالية وكذلك الشيوعية، وأخيرا التصنيف المقارن، أي على أساس وجود موشرات واضحة عن حجم المجتمعات من حيث عدد السكان فيها.
أما فيما يتعلق بأهم المصطلحات التي يتناول دراستها علم الاجتماع، فتتمثل بشكل رئيسي في المجتمع وكافة مقوماته، والثقافة المادية وكذلك المعنوية، والعلاقات الاجتماعية، والاكتفاء الذاتي النسبي أو بحده الأدنى، والتفاعلات الاجتماعية، والأديان، كما يعنى بدراسة الوضع الاقتصادي والفكري والسياسي ومدى الرفاهية والاستقلالية، واحترام الإنسانية في كافة المجتمعات البشرية منذ القدم حتى وقتنا الحاضر.