التعليم
عرف الإنسان التعليم منذ عصور ما قبل التاريخ؛ حيث كان البالغون يقومون بتدريب الأطفال واليافعين على المهارات المختلفة التي تساعدهم في الحياة، بالإضافة إلى إكسابهم الخبرات بالتجربة العملية، وكان التعليم في تلك العصور شفاهيا لعدم اختراع الكتابة إلى ذلك الحين، كذلك كانت القصص والروايات الأسطورية تنتقل من جيل إلى آخر تحمل القيم التعليمية وتزيد من مدارك صغار السن.
مع التطور اتجه الإنسان إلى التعليم الرسمي، حيث ظهرت المدارس في مصر الفرعونية في عهد الدولة الوسطى، وفي اليونان حيث قام أفلاطون بتأسيس مدرسته في أثينا، وفي الصين وضع كونفيشيوس مذهبا في التعليم انتشر في مناطق الشرق الأقصى، وفي العصور الحديثة أصبح التعليم لا غنى عنه لأي فرد لمواكبة الحياة والتطور والقدرة على الاندماج في المجتمع.
مفهوم وتعريف ومعنى التعليم
التعريف ومعنى والهدف
يعرف التربويون التعليم بأنه العملية التي يبنى من خلالها الفرد عقليا لمحو الأمية في المجتمع، بما يسهم في تطور الحضارة ونماء المجتمع، وتقاس درجة تطور المجتمعات بنسب المتعلمين بها، وكان العالم العربي ابن خلدون أحد أوائل من تحدثوا عن مفهوم وتعريف ومعنى التعليم في مقدمته، حيث أشار إلى أن البشر يأخذون معارفهم وفضائلهم تارة بطريقة التعلم والتعليم، إما بالمحاكاة أو التلقين المباشر.
نظم التعليم
تعتمد نظم التعليم على المؤسسية التي تسير وفقا لمناهج دراسية محددة بحسب الغرض من نظام التعليم، فالتعليم الحديث يفصل بين العلوم الإنسانية، والعلوم التطبيقية، والعلوم المهنية، وتميل أنظمة التعليم الحديثة إلى اعتماد التعليم الالكتروني في المراحل المختلفة، وذلك في الدول الأكثر تقدما أو في المؤسسات الخاصة، والتعليم النظامي هو الشكل الأكثر انتشارا للأنظمة التعليمية في العالم في الوقت الحاضر؛ حيث يلتحق الأطفال بالمدارس في سن مبكرة ويحصلون على المعرفة بطريقة تدريجية في السنوات المختلفة.
تبدأ العملية التعليمية في الغالب في عمر الخامسة أو السابعة، وتنتهي المرحلة الأساسية بعد حوالي عشر سنوات، ومن ثم ينتقل الطالب إلى التعليم الجامعي الذي يكون متخصصا، ونظام التعليم الجامعي يختلف عن التعليم الأساسي في العديد من البلدان لمزاوجته بين التحصيل النظري والتطبيقات العملية.
النظام الآخر هو النظام الحر، ويحتوي مثل سابقه على منهج دراسي للتعلم، ولكن تتم العملية بصورة أقل انضباطا من التعليم النظامي أو المدرسي، وينتشر النظام الحر في الدول ذات نسب الأمية العالية لتعليم الكبار ومحاربة تلك الظاهرة، بينما تعتمد غالبية الدول المتقدمة التعليم غير النظامي للأطفال في حالة عدم الرغبة في الانتظام في المدارس مع تعهد أولياء الأمور بحصول الطفل على العلوم المطلوبة للمرحلة العمرية التي ينتمي إليها.