جدول المحتويات
المستقبل
إن أحداث المستقبل من الغيب المجهول بالنسبة لجميع الخلق، ولكن يستطيع الإنسان أن يرى مستقبله من خلال تهيئة نفسه، وإعدادها، فالإنسان هو الذي يصنع مستقبله بيده، من خلال تحديد أهدافه المستقبلية، ثم محاولة الوصول إليها، بكافة الوسائل، مع وجود الإرادة القوية، ولكن هنالك من يجهل آلية تحقيق ذلك، ويتساءل بينه وبين نفسه: كيف أكون مستقبلي؟
طريقة تكوين المستقبل
- تحديد الهدف: على الشخص أن يحدد الهدف الذي يرغب بالوصول إليه، وعليه هنا أن يراعي جميع جوانب الحياة، فيجب أن يفكر جيدا في المسألة؛ لأن من الناس من يضع مسألة تجميع الأموال هدفا لمستقبله، وقد يصل لهذا الهدف، ولكنه يكون قد خسر أصدقاء، وعلاقات مهمة في حياته، لذلك على الشخص أن يحدد عدة أهداف من جميع نواحي الحياة، ليكون مستقبلا متكاملا يفخر به.
- الاهتمام بالعلم: على الشخص أن يثابر على إكمال تعليمه الدراسي، في المدرسة، وفي الجامعة، فكلما زاد الشخص من مؤهلاته العلمية، ساعده ذلك على تكوين مستقبله بالطريقة المناسبة، فنحن في عصر بات فيه الشخص الأمي هو الذي لم يحصل على الشهادة الجامعية الأولى.
- الاهتمام بالعلاقات مع الناس: يجب أن يهتم الشخص بعلاقته مع الآخرين، ولا يقطعهم، بل يجب عليه الاحتكاك الدائم معهم، ومحاولة مساعدتهم إن أمكنه ذلك؛ لأن التعرف على الناس، وتمكين العلاقة معهم، ستساعده في تكوين مستقبله، فكما تدين تدان، أي أنه سيجد من الناس من يساعده على الوصول إلى هدفه، بالإضافة إلى أنه كلما اتسعت دائرة علاقاته مع الناس، فإن خبرته ستزداد، وبالتالي سرعة الوصول إلى هدفه.
- الاهتمام بالصحة: قد يتساءل القارىء ويستفهم عن علاقة الصحة بالمستقبل، وهنا نشير إلى أن أهم عنصر من عناصر تكوين المستقبل هو الاهتمام بالصحة، لذلك على الإنسان أن يهتم بصحته جيدا، حتى تكون لديه القدرة على بناء مستقبله، فالوزن الزائد مثلا قد يقف عائق أمام تكوين المستقبل، فقد يميل الشخص إلى إراحة جسده، ويقتل وقته، دون أن يعمل شيئا مفيدا في حياته، وبالتالي ينسى هدفه، ويلتفت عن تكوين مستقبله.
- الاهتمام بالعمل: قد يعمل الإنسان في بداية حياته عملا ولو بسيطا، لذا على الإنسان أن ويحاول قدر الإمكان أن يعطي العمل اهتماما خاصا، حتى لو كان ذلك العمل بسيطا، وليس ما يطمح له الشخص، فتكوين المستقبل يوجب على الشخص أن يكون لديه بعد نظر، وأيضا إن هذا الوقت الذي يقضيه في عمله يجب أن لا يضيع سدى، بل عليه إعطاء أهمية وفائدة كبرى لهذا العمل، فهو لا يعرف ماذا يخبىء له المستقبل، وفجأة قد يغير الشخص خطته، ومسيرة حياته، وهدفه المستقبلي.
- تجميع المال: قد يحصل الإنسان في بداية حياته على بعض الأموال من مصادر مختلفة، هنا عليه أن لا يبعثرها هنا وهناك، بل عليه أن يدخر جزءا منها، فهو يخطط لتكوين مستقبله، وبالتالي فإن تلك الأموال التي يجمعها ستساعده على تكوين مستقبله.
في الختام أقول: بأنه حتى وإن اهتم الشخص بمستقبله في الدنيا، عليه أن لا ينسى آخرته، لذلك يجب أن يهتم بعبادته التي يؤديها إلى الله عز وجل، ولا يهملها، في سبيل دنياه، وذلك بتأدية الفروض المطلوبة منه، والتقرب إلى الله بالطاعات، والدعاء، حتى يوفقه في دنياه وآخرته سويا.