إن من أعظم الأرزاق التي يهبها الله سبحانه وتعالى للناس هيه نعمة الإنجاب ، فالرزق بالبنين والبنات وصفه الله تعالى في كتابه بأنها زينة الحياة الدنيا ... قال تعالى : " المال والبنون زينة الحياة الدنيا ..." ، حيث أن أهم فائدة للزواج هي التكاثر وزيادة نسل المسلمين على هذه الأرض ، لذا عندما يتزوج الإنسان تبدأ لديه رغبة فطرية عارمة لإنجاب الأبناء من كلا الجنسين ، حيث يطرح الأبناء في بيت الزوجية عمارا وحياة وبركة ، ويعينان والديهما في كبرهما ويسانداهما على مصاعب الحياة وتقلبهاتها مستقبلا .
وبالمقابل فإن عمليات إسقاط الجنين أي الإجهاض هي حرام شرعا وغير جائزة ، لأنها تندرج تحت بند قتل النفس ، فلا يجوز للمرأة إسقاط الجنين لما هى اسباب خاصة بها كرغبتها في الطلاق من زوجها أو عدم استعدادها نفسيا أو ماديا ، كما لا يجوز لها طاعة الزوج إذا طلب منها إسقاط جنينها ، لأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولكن تعرف على ما هى الشروط الشرعية التي تجيز للمرأة إسقاط جنينها ؟ وتعرف على ما هى الضوابط الشرعية لهذه العملية ؟
الحكم الشرعي لإسقاط الجنين :
يتفق علماء الدين على حرمة الإجهاض بشكل عام ، لكنهم يجيزونه في حالات خاصة ، ومنها :
- أن يكون في إبقاء الجنين خطورة صحية مؤكدة على حياة الأم كأن تكون كمريضة بالقلب أو أي مرض آخر قد يودي بحياتها ولا يجوز بقاء الجنين في بطنها .
- أن يؤكد الأطباء لوالدي الجنين بأنه مشوه الخلقة أو لديه مرض صعب ليس له علاج و دواء كالتلاسيميا أو غيرها من العلل الصحية التي ليس منها شفاء ، إذا بقي ستكون حياته مدمرة ومعذبة ، ففي هذه الحالة يجيز الشرع بإسقاط الجنين بشرط أن لا يكون عمره قد تجاوز الأربعة أشهر " 120 " يوما من بداية الحمل ، أي قبل نفخ الروح فيه ، فإن أتم الأربعة أشهر أو تجاوزها فلا يجوز إسقاطه مهما كانت علته الصحية . كما يشترط لإسقاطه موافقة كلا الزوجين وليس أحدهما فلا يجوز مثلا للزوجة ان تسقط الجنين دون علم زوجها وموافقته الكاملة عن هذه الخطوة ، وإلا كانت آثمة . كذلك لا بد من استنفاذ جميع الوسائل المممكنة لعلاجه وإبقاءه على قيد الحياة فإن تعذرت جميع الوسائل أجيز إسقاطه .
كما لا يجوز إسقاط الجنين لتوقع من الطبيب أو ظنه بأنه قد يخلق مشوها ، لأن الأصل في الشرع احترام الجنين والحفاظ عليه فلا يجوز قتله على الظن وإنما على أمور وصور مثبتة بالوثائق . كأن تسقط إمرأة جنينها لأنها مصابة بالسرطان وتعالج بالأشعة وقد يولد جنينها مصابا بتشوهات ، فهنا لا يجوز بتاتا إسقاطه والأولى حسن الظن بالله وسؤاله أن يتم الخلقة ويجعلها سليمة كاملة .
والله تعالى أعلم