ولادة النبي صلى الله عليه وسلم
ينتسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى أشرف الناس، وأكملهم خلقا وخلقا، فهو من معدن نظيف وثمين، من نسل سيدنا إسماعيل الذبيح الذي طلب من أبيه سيدنا ابراهيم أن يذبحه استجابة لأمر الله تعالى، فقد ترفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن سفاسف الأمور وجعل اهتمامه بأفضلها وأرقاها، كما يتضح أن الله عز وجل ميز العرب على سائرالناس وميز قريش بالذات من العرب بأن اصطفى سيدنا محمد صلى الله علية خاتم الأنبياء والرسل منهم.
كان عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول صلى الله عليه وسلم من أحب أبنائه إلى قلبه، وقد زوجه من آمنة بيت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب والدة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي من أشرف نساء مكة نسبا، وعندما حملت آمنة بالرسول صلى الله عليه وسلم، وخرج عبد الله بن عبد المطلب إلى الشام من أجل التجارة، ولكنه توفي وهو عائد إلى مكة، ودفن في المدينة المنورة عند أخواله بني عدي بن النجار.
ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ولكن اختلف العلماء في اى يوم ولكن الاعتقاد الأكبر أنه في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، في دار أبي طالب في شعب بني هاشم في مكة المكرمة، وقد وصفت آمنة حملها به بأنه كان خفيفا لا تعب فيه، وأنها رأت وهي حامل به أن نورا خرج منها وأضاء البلاد، وعندما وضعته كان معتمدا على الأرض بيديه رافعا رأسه إلى السماء.
إرضاعه وبركاته
كانت ولادته صلى الله عليه وسلم إيذانا ببداية عهد جديد من الحياة، وقد كان عليه السلام صاحب ميزات متعددة لا تخفى على من يراه، فعند ولادته كانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية، وأول من أرضعته ثويبة أمة عمه أبي لهب، وكانت من عادات العرب ارسال أبنائهم إلى البادية حتى يرضعوا ويرتووا ويتعلموا فصاحة اللسان، ولكن في حال سيدنا محمد لم تقبل أي مرضعة ارضاعه عندما يعلمن أن أباه متوفي وأنه فقير، فكن يذهبن إلى اسياد قريش ومن يملك المال، إلا أن الله تعالى يسر له حليمة السعدية لتشفق عليه وتقبل أن ترضعه، حيث أنها لم تجد من ترضعه وقررت أن تأخذه لله تعإلى وحتى لا ترجع من دون رضيع.
من أولى بركاته صلى الله عليه وسلم أنه من أول ما أخذته حليمة وجدت أن الله بارك لها في لبنها وجعلها ترويه وتروي أخاه بعد أن كانت لا تستطيع إشباع ولدها لوحدة، ثم عندما ذهب زوجها إلى ناقتهم وجدها مليئة بالحليب، فشرب هو وزوجته حليمة حتى ارتووا، وأحسوا أن الله تعالى بارك لهم بوجود هذا الرضيع عليه احسن وأفضل الصلاة وأتم التسليم، ثم توالت عليهم البركات يوما بعد يوم.